الجمعة، 27 يناير 2012

تساؤلات!!!!


تكررت في الأونة الأخيرة علي أسماعنا ذكر كلمة الشريعة وأن الفترة القادمة للإسلاميين وأنهم سيطبقون الشريعة هذا لا شئ فيه لأننا نلاحظ أنه أمر أصبح شبه واقعي ولكن العجيب عندما نسمع كلمة الشريعة تتبادر أذهان معظمنا إلي الحدود ويتم حصر الشريعة في الحدود وفقط !! . لماذا وصل المسلمون إلي هذه الدرجة أن يحصروا شريعة الله في الحدود وفقط هذا يرجع لسببين من وجهة نظري :
١- ما صدره الإعلام لنا في الفترة الماضية في ظل الأنظمة التي تحكمنا .
٢- الجهل أقول هذا السبب متأسفاً علي أوضاعنا وأحوالنا التي وصلنا إليها .
أحمل الإعلام قدراُ من المسئولية والقدر الأكبر للمسلمين أنفسهم لأنهم لم يقتطعوا جزءاً بسيطاً من أوقاتهم ليتعلموا الشريعة علي أيدي العلماء بدلاً من ان يأخذوها من الإعلام والقصص والحكايات.
أخي فلنمر انا وأنت مرَّ الكرام في الحديث عن الحدود ولنتسائل سوياً : لماذا نزلت الحدود ؟! هل نزلت من أجل إشباع شهوة تعذيب الناس؟؟! فبالطبع لا إنما نزلت الحدود من قبل الشارع سبحانه وتعالي لتهذيب المجتمع وحفظ حقوقه وصون كرامته بدلا من ان يشيع الفساد أو أن تنتشر الرذيلة إلي آخر الطوام التي ابتُلينا بها ونعاني منها الآن . فبدلا من ان تكون الحياة عبثاً ولا رادع للجرائم نزلت احكام الشريعة لتنظيم المجتمع وحفظه من كل ما يؤدي الي فساده ودماره فالله أعلم بخلقه وأعلم بالأفضل لهم فقد قال سبحانه وتعالي "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " . وأنت تعلم أيضاً أن اللين لا يصلح دائماً في زجر ومنع الجرائم بل تحتاج إلي الشدة احياناً فمنهج الله متكامل أعلم بنا من أنفسنا سبحانه وتعالي . بل إن تطبيق الأحكام يكون فيها شفاء وراحة لمن سُلب حقه أو انتُهكت له حرمة أو قُتِل له عزيز . أذكر لكم توضيحا بسيطاً سل أهل المقتول ما الذي يشفي غليلكم ويطفئ نارقلوبكم ؟ سيردوا عليك قائلين: القصاص لن نرتضي غيره لا نحب أن نري من قتل أبانا أو ابننا أو .. إلخ  يسير علي الأرض ، ومثال آخر بفرض أنه سُرِقَ منك مبلغٌ كبيرٌ قدره مليون جنيه مثلاً فستقول والله لو عرفت من السارق لقطعت يده ! سبحان الله كلامك هذا وكأن الله قذف في قلبك الإجابة فهذه هي احكام الشريعة التي نتكلم عنها أنزلها الله لأنه أعلم بنا سبحانه وبما يصلحنا وينفعنا . ثم هل تذكر معي كم عدد احكام الشريعة ؟! وكاني أسمعك تقول إنها تُعَدُّ علي أصابع اليد أجل صدقت واسألك سؤالاٌ آخر لماذا تخاف عندما تسمع احكام الشريعة هل أنت قاتلٌ مجرمُ مثلا أو هل أنت سارق أو أو  إلي آخر هذه الجرائم التي لا نتمناها في مجتمعنا وبلدنا الحبيبة مصر . فأحكام الله نزلت لحفظ المجتمع وحقوق الناس لا غير ذلك وهي حماية له وزاجرة أيضا للمجرمين عن ارتكاب الجرائم  فلو علم السارق أن يده ستُقطع لَمَا أقبل علي السرقة ولو علم القاتل أن القصاص ينتظره لما أقبل علي القتل ولَحُفِظت الأنفس آنذاك .
فلنتذكر معاً كم مرة طبقت الاحكام ؟! سنجد انها قليلة بل سل المؤرخين ليؤكدوا لك ذلك بل ان سألت الفقهاء أيضا لعلمت ان الحدود لا تطبق بسهولة ولعلمت ان لها شروط وضوابط ولا تطبق لمجرد شبهة ولا كما يظن الناس ان الحاكم سيتجسس علي الناس ليقيم عليهم الحدود لا بل عندما تُرفع القضية إليه أو عندما يتم ضبط الجريمة . علينا ان نعلم جميعا ان الشريعة لن تطبق مرة واحدة كما يظن الناس أن الحاكم الإسلامي عندما يصل فسيطبق فورا الشريعة بأحكامها فأنت مخطئ إن كنت تظن هذا . فالشريعة تعلمنا الأولويات دائما ولا يمكن لدولة ينتشر فيها الجوع والفقر وكثرة العشوائيات وتجد الناس يسرقون بسبب الجوع والفقر فلا يمكن لحاكم أن يقول سأطبق حد السرقة وهو لم يشبع حاجات المجتمع ولم يوفر لهم ما يحتاجون فهذا من التدرج في تطبيق الشريعة وتهيئة المجتمع لها .
يبدوا أن الكلام كثر عن الأحكام ولكن هذا مختصر وتوضيح بسيط لكل من حصر الشريعة في الحدود وفقط . علينا ان نعلم ان الشريعة تتضمن الكثير والكثير تتضمن إقامة دولة العدل لا يُظلم فيها أي فرد دون تمييز أياً دينه أو لونه أو أو إلخ . إنها تعني العدالة الإجتماعية بين أفراد المجتمع كله. الشريعة تجعلنا نحيا في دولة يسود فيها القانون فلا فرق بين حاكم أو محكوم دولة تصون كرامة الشعب وتحفظ كرامته وتضمن حرياته . نسعي لمن يقيم فينا حكم الله وشرعه  نريد أن نطبق الشريعة التي أمرنا الله بجعلها دستور حياتنا لكي نحيا حياة كريمة طيبة . وعلينا أن نكون عونا للحاكم الذي يسعي لإقامة حكم الله فينا فهو بشر يخطئ ويصيب وليس ملَكا أو منزها عن الأخطاء . قد يستغل أحد كلمتي هذه ويقول نريد أن نحفظ الشريعة وألا نجعل من يسئ إليها إذا ما طبقها لأننا بشر نخطئ ونصيب فهنا اسألك سؤالا هل نزلت الشريعة لزمن دون زمن أو لمكان دون الآخر ؟! بالطبع لا فهي نزلت لتصلح كل زمان ومكان . علي الشعب أن يكون عونا للحاكم في الحق وإقامة دولة العدل لا أن يعينه علي الظلم والفساد .
ليكن كلامنا للحاكم إن أحسنت اعاناك وإن أسأت قومناك فلا نريد أن تكون هذه الكلمات تخرج من الحاكم وفقط بل منا نحن جميعا . ومن سبل الإعانة علي إقامة دولة الحق والعدل ان نسعي لاصلاح انفسنا حتي يصلح الله بلدنا وينقي مجتمعاتنا فقد قال تعالي" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "وعلينا أن نتق الله عز وجل لتنزل علينا البركات ويفتح الله علينا من الخير الكثير فقد قال سبحانه " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ"
نسأل الله ان يوفقنا لما نحبه ونرضاه وأن يوفق الحاكم الأصلح لحكم البلاد .

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

مصر والمصريين

بداية دعونا نتفق علي أن الجميع يرفض فكرة التعميم ولكن...
تعجبت كثيرا من تدليس بعض الليبراليين والاشتراكيين علي التيار الاسلامي في مصرنا الحبيبة علي أنه تيار متشدد .
دائما ما يكررون انهم اذا وصلوا الي الحكم أنهم سيجعلون مصر كايران وطالبان . فأنا أرفض هذا التعميم والكل يرفضه لأن الرد أسهل فمن حق التيار الاسلامي أن يعمم ويقول ومن يضمن لي ان وصلتم الي الحكم ألا تجعلوا مصر ك علمانية أتاتورك أو اشتراكية الاتحاد السوفيتي او اشتراكية عبدالناصر. وكأني أسمع الاجابة وهي التبرؤ من علمانية أتاتورك واشتراكية ناصر او الاتحاد السوفيتي فان كنتم تتبرءون من هذه النماذج فلماذا انزال النماذج الأخري علي التيار الاسلامي فهم وببساطة سيتبرءون أيضا .
فسيأتي السؤال وبكل سرعة من يضمن لنا عند وصول التيار الاسلامي للحكم أنه لن يكون كايران وطالبان والاجابة تأتي علي الفور بسؤال ومن يضمن للتيار الاسلامي عند وصولكم انكم لن تكونوا مثل أتاتورك أو ناصر ؟!. اذن كل من التيارات لديها مخاوف من بعضها البعض فلابد اذن من وجود ضمانة واحدة وفقط وهي الشعب المصري. نعم الشعب المصري الذي لن يسكت مرة أخري علي الظلم والفساد بعد أن ثار وسيثور أبدا دائما ضد من يظلمه وضد من يسرق حريته وكرامته مرة أخري فهو لن يسكت علي وجود أي تيار متشدد في الحكم.
لا تزايدوا ايتها القوي السياسية علي بعضكم أن بعضكم عاني أيام مبارك لا  فكلكم عاني ولاقي مصيرا مؤلما. بل ان الكل يشهد ان التيار الاسلامي عاني أشد المعاناة ولم يجدوا من يقف بجوارهم. أتعجب بل اتسائل لماذا التشويه الان الواقع علي الاسلاميين والتعميم علي انه تيار متشدد وأجد التشويه ليل نهار فأنا لا أفهم من هذا الا انكم تريدون اقصائه من الحياة السياسية فما أشبه اليوم بالبارحة . نعم اجد تشابها بينكم وبين ما كان يحدث في عصر المخلوع فلا تكونوا مثلهم واستقيموا يرحمكم الله . ان مصر ليست لتيار دون تيار بل مصر لكل المصريين لا يمكن لأحد أن يقصي أحدا من الحياة السياسية سوي من شارك في افساد تلك الحياة (الفلول). لا يدعي منكم انه يحب مصر والاخر لا فهذا اتهام لا يقبله احد بل قد يصل الي التخوين فان لم أحب وطني فمن أحب؟!! . 
الكل يحب مصر والكل يريد ان يخدمها ويفديها بكل ما يستطيع وكل يري ان الخير في طريق معين يعتقد أنه الأفضل ل مصر اذن فليجتهد الجميع في خدمة مصر ولا تنسوا ان الشعب هوالضمانة الوحيدة التي ستحكم علي الجميع .